المؤسس عثمان ابن ارطغرل مؤسس الدولة العثمانية :
زعيم قبيلة قايي و مؤسس الدولة العثمانية ، وأول حكامها لكنه لم يحمل لقب سلطان على الرغم من إنه خاض عدة معارك ضد الإمبراطورية البيزنطية ، سميت الدولة العثمانية على إسمه .
كيف وصلت قبيلة قاي إلى الأناضول ؟ ومن هو عثمان ابن أرطغرل ؟ أو عثمان الأول.
سنة 1221 ميلاديا و615 هجريا وتحديدا مع قيام المغول بقيادة جنكيز خان بغزو الدولة الخوارزمية. كانت هناك قبيلة صغيرة تعتبر إحدى القبائل التركية ، وهي قبيلة القايي والتي كانت مقيمة بالقرب من مدينة مرو.
قررت الهجرة إلى إقليم أذربيجان في شمال إيران بصحبة السلطان جلال الدين خوارزمي شاه ، ومن هناك انتقلوا إلى نواحي مدينة أخلاط. استمرت قبيلة قاي بزعامة قائدها سليمان شاه في الترحال في الشرق الأناضول ، وشمال بلاد الشام سعيا. على أراضي لأنفسهم، واتجهوا إلى قلعة جعبر بالقرب من مدينة حلب، وهناك تولى زعامة القبيلة من بعد سليمان شاه إبنه أرطغرل، سنة 1230 ميلادية 627 هجريا .
تفرقت قبيلة قايي واتجه جزء منها بقيادة أرطغرل وأخوه دوندار، إلى الأناضول مرة تانية وأقاموا حول مدينة أذربينجان، وقرر الجزء الآخر بقيادة إخوته جندودو وسنجر تكن ، العودة إلى موطنهم الأصلي في آسيا الوسطى. في هذا الوقت كان يحكم الأناضول دولة سلاجقة الروم ، بقيادة السلطان علاء الدين قي قباد الأول. وهو يعتبر أحد أهم وأقوى وأشهر سلاطين دولة سلاجقة الروم.
بدء العلاقة بين أرطغرل والسلطان علاء الدين :
وبالقرب من أذربينجان دارت معركة كبيرة ، بين السلطان علاء الدين الأول وبين الجيش الخوارزمي بقيادة السلطان جلال الدين خوارزم شاه آخر حكام الدولة الخوارزمية.
وفي هذه المعركة أوشك الجيش الخوارزمي على الانتصار والقضاء على السلاجقة، إلى أن قرر أرطغرل إبن سليمان شاه، الانضمام بقبيلته إلي جانب السلاجقة .
وبسبب هذا التدخل ، تمكن السلاجقة من تحقيق النصر على الخوارزميين وبعد الانتصار في المعركة. أعجب السلطان علاء الدين الأول بأرطغرل وجنوده وشجاعتهم في المعركة. فأرسل بعدها أرطغرل إلى السلطان ، يطلب منه توفير أراضي لقبيلة قايي للاستقرار فيها و كنوع من المكافأة منح السلطان علاء الدين قي قوباد الأول المنطقة المحيطة بمدينة سوغوت والواقعة على الحدود مع الإمبراطورية البيزنطية ، كإقطاعية له ولقبيلته .فانتقل إليها أرطغرل واستقر فيها مع أفراد قبيلته.
حصل أرطغرل على لقب غازي و هو الترجمة التركية للمجاهد، بسبب غزواته المستمرة ضد الروم.
كانت الإمبراطورية البيزنطية في هذا الوقت قد انقسمت إلى عدة أجزاء بسبب الحملة الصليبية الرابعة، و من بين الأجزاء هذه كانت إمبراطورية نقية . وفي سنة 1231 ميلاديا و628 هجريا حصلت حرب بين إمبراطور نيقيا يوحنا الثالث، و السلطان علاء الدين قايقباد . انضم الجيش السلجوقي القادم من قونيا إلى أرطغرل الغازي وأتباعه لدعم السلطان السلجوقي بالقرب من مدينة اسكي شهير .
واستطاع جيش السلاجقة تحقيق النصر ضد قوات الإمبراطور البيزنطي بدعم ومساعدة أرطغرل الغازي ومحاربيه. منح بعدها السلطان كيقباد الأول اسكي شهير، مكافأة إلى أرطغرل على دوره في قتال الروم .
وقرر سنة 1232 ميلاديا ، 629 هجريا شن هجوم على البيزنطيين وفرض حصار على قلعة قراجا حصار. لكن بسبب تهديد دولة الخانات المغول لشرق الأناضول و دولة سلاجقة الروم، أضطر السلطان للعودة إلى قونيا وأعطى أرطغرل قيادة الحصار.
فتح قلعة قراجا حصار على يد الغازي أرطغرل :
نجح أرطغرل غازي والأمراء السلاجقة في فتح قلعة قراجا حصار، وتم إجبار حاكم مدينة بايلاجيك البيزنطي على دفع الجزية ، لكن سنة 1237 ميلادية 634 هجريا يجري تسميم السلطان علاء الدين كيقباد الأول.
ومع نهاية عهده ودخول دولة سلاجقة الروم في حالة من الضعف. خاصة مع تولي ابنه غياث الدين كيخسرو التاني وإللي لم يتمكن من إدارة الدولة بشكل جيد. واشتبك مع جيش المغول بقيادة بايجو نويان أحد أبرز قادتهم في معركة جبل كوسة أو معركة كوسة ، سنة 1243 ميلاديا و640 هجريا.
إنتهت المعركة بهزيمة الجيش السلجوقي وأصبحت سلطنة سلاجقة الروم دولة تابعة للإمبراطورية المغولية، وبسبب ضغط المغول عليها من الشرق. وقربها من الإمبراطورية البيزنطية بدأت السلطة المركزية لدولة سلاجقة الروم في الانهيار بشكل تدريجي.
وسيؤدي هذا بعد ذلك لظهور عدة إمارات مستقلة في الأناضول عن سلاجقة الروم.
ولادة عثمان المؤسس للدولة العثمانية :
استطاع المغول بقيادة هولاكو اقتحام مدينة بغداد والقضاء على الخلافة العباسية فيها سنة 1258 ميلاديا 656 هجريا وإلتي تعتبر هي. نفس السنة إن أنجب فيها أرطغرل غازي وزوجته حليمة خاتون ابنه عثمان، وبصغره وتعلم عثمان المصارعة والمبارزة بالسيف، بالإضافة لتعلمه ركوب الخيل والرماية بالأسهم.
وكان أمهر إخوته في هذا المجال ، لذلك قرر أرطغرل إرسال ابنه عثمان إلى الشيخ إديبالي ، لتعليمه القرآن والعلوم الدينية والشرعية ، تقرب عثمان من مشايخ الصوفية وتأثر. فيهم وفي مقدمتهم معلمه الشيخ إيدبالي.
فانعكس هذا على شخصيته وأسلوب حياته من ناحية الزهد والورع والتقشف وحب الجهاد. أراد عثمان ابن أرطغرل الزواج من ابنة الشيخ أديبالي، لكنه رفض في البداية، ثم تزوج عثمان من مال خاتون ابنة الشيخ أديبالي سنة 1280 ميلاديا و679 هجريا .
بالا خاتون زوجة عثمان :
وأنجبت له ابنه أورخان لكن أشارت بعض المصادر إنه تزوج أيضا بامرأة أخرى تسمى باله خاتون وإلتي أنجب منها ابنه البكر علاء الدين باشا، لكن البعض يرجح إن لعثمان زوجة واحدة بأسماء مختلفة فمال خاتون من وجهة. نظرهم هي نفسها بالا خاتون .
ومن بعد أرطغرل الغازي، يتولى زعامة القبيلة ابنه الأصغر عثمان سنة 1281 ميلاديا 680 هجريا وهو عمره 24 سنة.
حاول عثمان الحفاظ على سياسة أرطغرل الغازي السلمية تجاه الروم ، لكنه اضطر بعد ذلك ، للتخلي عن هذه السياسة .
خلاف دوندار مع عثمان على سيادة القبيلة :
لم يوافق دوندار إبن سليمان شاه عم عثمان ابن أرطغرل على توليه زعامة القبيلة واعتبر نفسه أحق من ابن أخوه فحكمها وتمرد عليه ، و قرر التحالف مع الحكام المحليين بالإمبراطورية البيزنطية للتخلص من عثمان.
لكن انتهى الصراع بينهم بمقتل ديندار وانفراد عثمان بزعامة القبيلة، وأصبح هدف عثمان غازي هو فتح أراضي الإمبراطورية البيزنطية، والسيطرة عليها مستفيدا من إعادة توحيد الإمبراطورية مرة تانية واستعادة الروم للقسطنطينية ، من إيد الصليبيين وإهمالهم للمناطق الحدودية في الأناضول إلتي كان يحكمها مجموعة من النبلاء المحليين .
وكان كل واحد منهم يسمى. تكفور ، ومن ضمنهم حاكم مدينة إنيغول آية نيقولا، إللي كان معادي لوجود الأتراك والمسلمين بالقرب من أراضيه، وشعر بالخوف والتهديد من تزايد قوة عثمان غازي ، وأمر بشن عدة غارات على أراضي القبائل التركية الموالية له.
معركة تل الأرمن وهزيمة عثمان :
وبعد التشاور مع أهم قادة القبيلة قرر عثمان مهاجمة آية نيكولا وتقدم للاشتباك معه عند منطقة تسمى تل الأرمن سنة 1284 ميلاديا 683 هجريا. عرف آية نيكولا بخروج عثمان غازي لقتاله.
فقام بإعداد كمين له عن طريق استغلال التلال المحيطة بأرض المعركة، وعلى الرغم من إنه عثمان عرف بأمر الكمين من أحد الجواسيس، إلا إنه أصر على الاشتباك المباشر مع البيزنطيين بقوة معظمها من المشاة .
كان فخ الروم يعتمد على مهاجمة المسلمين من الأمام والخلف في وقت واحد واستغلال التفوق العددي للروم في القضاء على قبيلة قايي نهائيا.
ومع بداية المعركة بين الجانبين قام الروم بتنفيذ خطتهم ومع استمرار القتال حاول عثمان غازي وجنوبه فك تطويق الروم لهم. لكنهم فشلوا .
كانت خسائر الأبطال شديدة جدا على قبيلة قايي بعد هذه المعركة. وادى استشهاد باي خوجة ابن اخو عثمان غازي، إلى الانسحاب من المعركة.
فتح قلعة قولجا حصار على يد المؤسس عثمان :
اقسم عثمان غازي على الانتقام من آية نيقولا ، وهزيمته في معركة تل الأرمن وبدأ في التخطيط للسيطرة على قلعة قولجا حصار ، وإلتي كانت بتشكل عقبة أمام أي محاولة لفتح مدينة إنيغول ، وإلتي بتقع على بعد 5 كيلو من مدينة إنيغول وكانت مسؤولة عن توفير الحماية للمدينة.
وفي خلال المساء تسلل عثمان وجنوده البالغ عددهم 300 مقاتل و شنوا غارة على القلعة. في هجوم سريع ومفاجئ استطاعوا السيطرة على القلعة بالكامل. وقاموا بإحراقها وتدمير أسورها ، ونجح عثمان غازي، في تحقيق أول انتصار عسكري له على الإمبراطورية البيزنطية . وخسر آية نيكولا قواته المدافعة عن المدينة إنيغول وأصبح معرض للخطر بشكل مباشر.